20 أبريل، 2024

“عشقت الياسمين” للقاصة : عبلة المنيف _ السعودية

عبلة

عبلة

عشقت الياسمين منذ طفولتي، كنت أميزه وأُحابيه على باقي الزهور التي أُحاكيها وأوزع عليها الأدوار كأُسر وعائلات بعالمي الذي يبدأ بشروق الشمس،
نعم أنا نهارية وأجد ذاتي في رائحة النهار وغيومه الحاجبة لأشعة الشمس، وأشجار السرو الشامخة التي تنثر عطرها الأخاذ،
كنت أحدد الأدوار حسب الحجم واللون، فلقد كنت أرى أمي بحجم الجبل وأكبر شئ عرفه خيالي الذي لم يتسع بعد،
فهذه الزهرة أم وهؤلاء أولادها وبناتها ولم أذكر الأب لأنه غادر الحياة وأنا لم أكمل العام الثالث من عمري،
لاأمل من الحديث مع الزهور ومع القطط وهم يجلسون على كتفي وبحضني وبقربي
وأيضاً زجاجات العطر لم يتجاوزها لعبي وتنظيمي هذا،
كان اندماجي معهم يأخذ حيزاً كبيراً من النهار،مما كان يدفع بأمي لتأتي كل وقت لتتفقدني ، فلاصوت عالٍ ولاضوضاء ولاتكسير للزجاجات،
حتى أن البعض من الجيران والأقارب كانوا يظنون سلوكي هذا شيئا غير مألوف، وغير طبيعي!
وقليل من الواعين كانوا يرون به تميز،
كنت أقطف زهرات الياسمين وأطلب من أمي أن تعلمني كيف أصنع منها عقداً،وكان صبرها علي طويلا،ورغم كل مشاغلها كانت تعلمني، فأبدأ بصف الياسمين واحدة تلو الأخرى، ويأخذ تنظيم زهراته مني ساعات وساعات،
فهذه زهرة تتلف وتلك تتمزق وتلك تذبل، ورغم كل ذلك لا أملّ ولا أترك، وعندما يكتمل العِقد أفرح به، وأجري مسرعة لأمي وأحاول تسلقها والصعود عليها بيدي وقدمي الصغيرتين لألبسها إياه، فتنحني وحب الدنيا في عينيها لي..
#الياسمين_موطني..
#الياسمين_سلامي..
#الياسمين_نبض_محبتي..