من أغرب الحكايات التي ذكرها الكاتب عباس الطرابيلي في كتابه شوارع لها تاريخ هي حكاية شارع ” الحين”.
هو متفرع من شارع الخليج المصري، يبدأ من ميدان بجوار قنطرة الخليج وينتهي عند شارع ضلع السمكة بقرب تكية النقشبندية.
أنشأ الأمير يوسف الشهير بـ ” الحين” هذا الشارع في القرن التاسع الهجري أثناء فترة الحكم العثماني، وقبالته كان جامع الحين، وأمامه كان يوجد مقهى صغير يُعرف بمقهى الحين، كان يجلس فيه حانوتية الموتى ومطيبو العوالم وقد أزيل هذا المقهى عند فتح شارع محمد علي، وأنشيء مكانه مقهى كبير له بابان أحدهما يتجه إلى الجامع والآخر بشارع محمد، واستمر هذا المقهى الجديد مقرًا لجلوس الحانوتية والمطيبين، وهو من ضمن المباني التي أقامها الأمير حسن باشا الشريعي
سحشارع المعز له أهميته الخاصة على مدى العصور، كان للمرور بالشارع تقاليد وقواعد يحترمها الجميع .
كان ممنوعا أن يمر بالشارع أي حمل حطب أو تبن ولا يسوق به أحد فرسًا، أو يمر به ” سقاء” إلا بما يمنع تلويث الشارع بمخلفات هذه الدواب، أي كان واجبًا ارتداء هذه الدواب ” حفاضات” بلغة العصر الحديث، وكانت الأحمال تُغطى بما يمنع تناثرها في الشارع.
من الطرائف أنه عندما جاء الحاكم بأمر الله اتخذ العديد من القرارات لحماية شارع المعز والحفاظ على نظافته، حيث أمر بألا يدخل الشارع أي إنسان راكبًا حمارًا أوحصانًا أو جملًا، بل منع ” الحمّارة ” من المرور فيه بحميرهم، وكان الشارع خصوصا في المنطقة بين القصرين الكبيرين يُغلق بعد صلاة العشاء بسلسلة تُرمى في المضيق بين القصرين فيتوقف المرور تماما بالشارع حتى فجر اليوم التالي.
ومن طرائف حكايات الشوارع ايضًا حكاية رسوم المرور لكوبري قصر النيل ، أنشأ الخديوي اسماعيل كوبري قصر النيل عام 1869م، كما قال علي مبارك في خططه التوفيقية، وافتتحه يوم 10 فبراير 1872م، واستمر في الخدمة 60 عامًا تقريبًا، ثم تقرر هدمه لإنشاء محله الكوبري الحالي الذي افتتحه الملك فؤاد منتصف عام 1933م، وأطلق عليه اسم والده الخديو إسماعيل اعترافا بفضل المنشيء الأول لكوبري قصر النيل القديم.
وقد صدور نص المرسوم الذي نشرته ” الوقائع المصرية ” يوم 27 فبراير 1872م، بعد 17 يومًا من افتتاح الكوبري للمرور، بتحصيل رسوم عبور من المارة.
فقد فرض على ” الجمل المحمل ” قرشان رسم عبور، والفارغ قرش.
والخيول والبغال المحملة قرش و 15 بارة والفارغة 30 بارة ، والجاموس والأبقار قرش و15بارة لكل واحدة.
وعربات الكارو المجوز المحملة 3 قروش والفارغة قرش و 20 بارة، والمفرد المحملة قرشين، والفارغة قرش ، وعربة الكارو الحجاري الحماري المحملة قرش و 20 بارة والفارغة 20 بارة. وكل واحدة من الغنم أو الماعز 10 بارات.
أما الرجال والنساء ” فارغين وشايلين” فيدفع كل فرد 100 بارة وعربات الركوب قرشان محملة وقرش للفارغة، مع إعفاء الأطفال حتى 6 سنوات المارين مع أقاربهم من دفع هذه الرسوم.
كما تضمنت فرض رسم عبور على النعام الصغير والكبير والغزال والكلاب والخنزير والحلوف والضبع والدب، ويسدد عن كل منها 10 فضة، أي أ ن هذه الحيوانات كانت موجودة وقتها وكان دفع الرسوم عنها أمرًا عاديًا أو شائعًا. كما نص المرسوم على أن هذه الرسوم تخصص للإنفاق على لوازم الكوبري .
More Stories
احمد حجازى يكتب وتبقي مصر
اللواء حاتم الهيدبى يكتب أصالة المكان المصري
المستشار على سالم يكتب افتتاح المتحف