11 نوفمبر، 2025

‏سلاما ” للشاعرة: ماجدة الفلاحى _ المغرب

ماجدة الفلاحى _ المغرب

سلام عليك
نبي الله نوح
بأمر من ربك
كنت المنقذ
بعد أن
أقلعت السماء
وغيض الماء
رست سفينتك
واستوت على الجودي
من غير أن تقطع
الريح أشرعتها
كيف تحملت طول الرحلة ؟
وهذا العناء عنا ؟
وهذا الألم والأنين
وأنقذت الطاهرين
المؤمنين
وجميع الخلائق
إثنين إثنين
من الطوفان العظيم
لو لم تجادلهم ويجادلوك
أكنا عدمًا ؟
ومن أين جاء
هذا الشر ؟
ألم يغرق مع الظالمين
وغير المصدقين ؟
ألم يكن في السفينة
سوى المحبين
والطاهرين ؟
وعانق الذئب الحمل
وغنى الثعلب
للحمام
أنشودة السلام
ورقص القرد
والأسد معا
رقصا طربًا ؟
من أين جاء
الطغاة الظالمون
والغزاة
والجناة والعصاة
والمجرمون
والمذنبون
والخائنون
والمنافقون
والأفاقون
وآكلو السحت
وعباد الأصنام!
يانوح استأسدت
الذئاب علينا
وبين مخالبها
تمزقت
أوراق التوت
وتبخرت أحلامنا
فعرت سوءاتنا
على الملأ
بين سنان
البنادق والغنائم !
وأفواه تأكل
على كل الموائد
تقضم الأخضر واليابس
علا موج الظلام
القادم من القيظ والصقيع
عمت الفوضى الخرائط
والأرض تئن قهرًا
من الشر الكامن فينا
تشيخ الأوطان
في عيون
عاشقيها
ومحبيها
بلا ذنب
تصلب الحقيقة
على أبوابها
والأمل يعري
صالبيها
وكوابيس في السماء
تقض المضاجع
وغيوم أبت
أن تمطر
إلا رياحا وزوابع
والربيع الأخضر
تلون بكل
ألوان الطيف
برق ورعد ولا شتاء
وخيبات بطعم
الحنظل
مواسم ومزاد
تنحر فيه آخر
قطرة من الكرامة
على جبين السلام
على جبين الحياة
عرائس من القصب
وحوش والأوطان غابة
أنحتاج فلك نوح ؟
تبحر بنا
إلى أرض
جديدة ؟
أنحتاج
ولادة جديدة ؟
أنحتاج طوفانا
على الطوفان
لكي نحيى ونعيش!
وتغتسل الأرض
وتتطهر تطهيرا!
أم نحتاج السفينة
لتكون البديل
والمخلص
والسديم!
يا فلك نوح
خذنا أنقذنا
مع الطاهرين
الأراذل المصدقين
لقد آمنا
ولسنا من الكافرين.