24 أبريل، 2024

“على مرور السنين” للقاص : عبد اللم الصليح _ السعودية

سعودى

سعودى

على مرور السنين، لطالما وجدت حاجات لمن أحبهم، دون أن أستطيع تلبيتها، لا زلت أذكر كيف كان من الصعب أن أعطي صديقي في المرحلة الابتدائية خمسة ريالات لأن والده مسافر وأمه تطلب منه تدبير المال الكافي لمعيشة يومهم، كنت أتخيله يمشي عند إشارة المرور ويتسول ما لم أستطع منحه إياه لضعف ما أملكه حينذاك.
لم أنس تلك المواقف التي أشعر بالغبطة بينما أتذكرها بعد مرور السنوات فأجدها سهلة، ممكنة، فيغمرني هذا بشعور الفخر بأني أستطيع صنع التغيير على من أحبهم، وأملك أن أكون العلامة الفارقة بينهم وبين بعض أوجاعهم.
ظللت مزهوًا بنفسي حتى وجدت أن المعطي يأخذ، مهما كانت قيمة عطاءه، فابتسامة الامتنان، ونظرة الإعجاب، وكلمة الشكر من القلب هي مما لا يمكن تقديره بعطاء مهما كثر وزاد..
إن المعطي يأخذ، وما يأخذه يساوي أضعاف ما يعطيه، لذلك حين يشعر أحد ما برغبة في صنع القيمة وايجاد الجدوى، عليه أن يتفقد أمنياته، واحتياجات حالت بينه وبين تلبيتها الظروف، فقد تتغير، وقد يصبح تلبيتها أمرًا ممكنًا، ليس لأجل من نحبهم، ونهتم بهم، بل لأجلنا أيضًا..