20 أبريل، 2024

“انتقام جان” للقاص : عبدالاله ماهل _ المغرب

: “انتقام جان”
-الفصل السادس
أتى على الأسرة برمتها، لم يرحمها، شتت شملها، بدد حلمها من وفاق ووئام إلى كره وتنافر. استفرد بكل فرد منهم على حدة؛ لينغس عليه حياته، ويقف حائلا نحسا دون سعده.
لم يتوقف عن الكلام، أفاض واستفاض، واسترسل في سرد ماتع لتلك القصة التي جمعته وإياه مع ذلك العم الهالك؛ وكأنه يرجى كسب تعاطف الجميع أو يوجه رسالة تحذير.
خاف الفقيه على نفسه وعلى أولاده مغبة السقوط في مغبة الانتقام، ومن ثم يجرى عليه ما جرى مع ذلك العم الفقيه.
ساعتها لم يجد الفقيه بدا من الانعراج نزولا، وآثر اسلوب المهادنة والاستلطاف حفاظا على ماء الوجه.
وكأن المارد لمس ضعفا بالفقيه؛ ليخلص الأمر عند الاثنين إلى حل وسط، يرضي هذا وذاك: ذبيحة تقدم قربانا لذلك الولي الصالح، المتاخم لذلك الوادي السحيق، تكون عيدا للجميع، يبصم من خلالها المارد على فراق بسلام.
استفاقت على غفلة من أمرها، وارتسمت ابتسامة عريضة على محياها، حيت بها أخيها وضيفه؛ وكأن لا شيء من هذا وذاك حدث بالمرة.
غلب عليه الحياء طأطأ رأسه، واومأ اليه بإشارة منه، فهمها الأخ ليفسح الطريق امامه، وينسل به خارج البيت.
استودعه بسلام على بقشيش، دسه في جيبه على أمل التعجيل بضرورة تقديم القربان، وعدم نقض العهد مع الجان.