مر السحاب.
كَأنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا*
مَرُّالسَّحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ
تذكرت هذا البيت الرائع، وأنا أتأمل مر السحاب في السماء هذا الصباح.
وإن كان الأعشى قد فُتن بمشية صاحبته، حتى ذكرته بسير السحاب في السماء، فإن رؤيتي لسير السحاب، قد ذكرني ببيته الجميل هذا، وإن فتنتي بجمال تشبيهه، ودقة تصويره، وعمق تأمله؛ أكبر وأكثر .
أتامل حركة السحاب المتثاقلة، والبطيئة التي تحمل في داخلها المطر، وأتذكر بيت الأعشى هذا، فأشعر وكأني واقفةٌ بالقرب من شاعرنا (صناجة العرب)، وهو يرى مشي محبوبته بتهادٍ ولينٍ وتمهلٍ ، كأنه مر السحاب الذي يتحرك بهدوءٍ ورقةٍ .
عندما رأيت مر السحاب وقفت مذهولةً أمام جمال ودقة التشبيه، وبلاغته، وتحفيزه لخيال القارئ، حتى أنه يكاد أن يرى مشي محبوبة الشاعر أمام ناظريه.
لطالما أحببت جدًا تأمل الطبيعة، فهي توحي لي بكثير من الأفكار، وتحفز ذاكرتي للربط بين ما أراه وبين ما قد سبق لي قراءته، وبين ما سأكتبه.
وأمام هذا المنظر لايسعني سوى الامتنان لله الذي أحاطنا بجميل خلقه وبديع صنعه، ثم للأعشى، الذي منحني كميةً هائلةً من مشاعر البهجة وأخذني في رحلة إلى العصر الجاهلي، على جناح سحابة شعره المُلهِم .
More Stories
اقسم لك يا امى ” للأديبة : سونى ابو العلا _ مصر
أكثَر ألأُمَّهات ” من خواطر الشاعر : جميل ابو حسين _ فلسطين
لحـاف الليـل ” للشاعر : أبو أيهم النابلسي _ سورية