جراح بلا نزيف
يحتضر العمر سريعا فنكتشف فجأه أننا وصلنا إلى خط النهايه ونتمنى الرحيل، ويكتشف من حولنا أننا هرمنا و أصبحنا لانملك القدره على التميز فلا حكمه ولا خبره تشفع لنا كأننا أصبحنا بلا عقل فلا يغفرون زلاتنا ولايقبلون نصيحتنا ولا يحفظون عشرتنا ونعامل كخيل الحكومه اذا هرمت تُلقى للأسود ويطلق عليها النار وتغتالنا الأحزان ونتساءل هل هذا جزاء سنمار؟
قالها العجوز الجالس بجانبي في الحديقه العامه بعد أن شاهد دموعي التفتُّ له متعجبه كيف أدرك أني ابكي عقوق أولادي الاربعة، وحين حاولت الكلام قال لي لا داعي للكلام فلو كنت تبكين موت ابنٍ لجلستي ببيتك تحتضنين أغراضه اما إذا خرجتي وبكيتي في الطريق فهذا يدل على الهروب..
قلت كل من حولي يطالبوني بالكمال ولا يكون هذا إلا بالطاعه وبالتهليل عن قناعه لكل شي وغير مسموح بالمناقشه ، إذا خالفتهم يظنون أني خرفه حتى أنهم كادوا أن يدمروا ثقتي ونزفت جراح قلبي إلى حد الموت وأنا حية فخبرني هل أقتنع بكلامهم أم أرحل عنهم؟
هل أستسلم واجلس بزاوية الدار وأهز رأسي ام أعترض واحاول أن اثبت أني حيه؟
قال لا هذا ولا ذاك فنحن في آخر الزمان فلا ابن ولا أخ له امان فكوني معهم جسداً أما العقل والقلب فلله الواحد الديان.. تذكري اليوم أنت بينهم وغداً سيتمنون عودة الزمان
ولكني لا أعرف كيف أعيش بلا روح أشعر بغصه كانما انا الميت الحي
قال عودي لبيتك فلا فائدة من البكاء وتقبلي الواقع فلن يتغير ثم نهض وابتعد متوكئاً على عصاه وقد راح يتردد في اذني دبيب العصا وهي تلامس حصا الرصيف فيتناثر من حوله.. تمنيت في تلك اللحظه أن تضربني صاعقه فأموت وانا مكاني ولا أعود إلى من أصبحت أبغض صحبتهم ونهضت أتتبع صدى خطواته قد نسيت عنواني وضاع مني الطريق إلى سجني..
More Stories
رساله شوق ” للشاعرة : لمياء صلاح _ مصر
هو قلب مين فينا ” للشاعرة : منى فتحي حامد _ مصر
طوفان الحب ” للشاعرة : غادة قنطار _ الأردن