على نافذة الزمن
ينتظرني حبيبي ككل مرة
يسبح بنظراته في العراء
يبحث عني و يسأل المارة
عساه يرمق ظلي
يلقي تحية دامعة
تسابقها غيمات
فرح جامعة
لكل تعابير الحب
منادية : جاءت حنان
والله جاءت
تتعثر خطواتي حبوراً
أهرول نحوه
كرضيعة عطشى
إلي حليب أمها
أرتمي في حضنه لحظات
أشتم رائحته الزكية
كعطر روحه الندية
مجنونة به حد الهوس
عيناه تلمع شوقاً حارقاً
و يردد بأنفة أنيقة
و حب شفيف :
لقد أتيتِ ابنتي ككل مرة
الآن تراني وفية للمجيئ
ككل مرة يا أبي
النافذة فارغة مثلي
أقف عند قبرك
أشتم عطرك
أربت على كتف ترابك
أقبل الرخام و الحجر
أسحبُ يدي في تربتك
لعلي أقبل يدك
أبتلعُ رضاب الألم و الحسرة
ألوك الوجع
الذي يقطم الروح أشلاء
أوداجي ممزقة أبي و أنا أنزف
أهذي باسمك
و قد غابت النبرة
أنتحبُ بهمس حارق كالجمرة
ولا مجيب
سوى صراخ من هشيم
أُضرم على حين غرة
يتصاعد من عمقي القتيل
يدوي في جوفي
طوفاناً ليس له مثيل
يستدرجني إلى موت مؤجل
دون جثمان
يا نافذة القدر
جودي بنظرة
بضمة ،ارحمي ضعف عبدٍ
امتطى صهوة قصيدة
نظمت بحبر أحمر
عطرت بالمسك و العنبر
هدية من ابنة بارة
يا نافذة القدر
جُودي بقبلة على جبين
هذا الغائب الحاضر
في شغاف القلب ينتظر
يحنو لحضني متضجر
تباااا …..
لن أستكين للرحيل و الغياب
لن أصفح لن أعتذر
بعدك تهاوى البدر
يا أبتي
و قلب ابنتك انشطر
لم تترك لي يا أبي
سوى الشكوى و الضجر
و روحاً بها ألف طعنة
خنجر
تتلوى و تحتضر
عند طلوع كل فجر
يا أبتي ….
كل جدران البيت القديم
تهاوت على رأسي و اندثر
كل القلوب صارت من حجر
و حتى الطير خان و هجر
أغنيتنا الطروب
أضحت معزوفة قدر
قيثارة بلا وتر
يا أبتي ….
كل الأبواب أُغلقت
و لمعاني الشر أغدقت
يا أبتي ….
حتى البئر نضب
صار ماؤه دماً خاتر
أسواره لونها غادر
الطلاء الأبيض
صار كسحاب ماطر
لقد جف كالغياب
بعد أن ارتوى منه الضباب
و اغتسلتُ منه كل ليلة
من الهواجس و السراب
يا نافذة القدر
تبااا لك لقد قطعت وريدي
غاب السند و الأمان
و صرتُ بحر بلا شطآن
موانئ بلا ربان
أصارعُ الأيام و الأعوام
جسداً بلا روح
تنوح
و اليوم لك أبوح
أنني ضربت لك موعداً
في الجنة يا أبي
More Stories
ضميني اليك ” للشاعرة: إيمان السيد الديب _ مصر
في غياب القمر” للشاعرة: لمياء فلاحة _ سوريا
تسمحلي أبوح ” للشاعرة : أسماء كامل _ مصر