#في_حضرة_العيد
يــقـولـون جــئـتَ فــمـاذا جـــرى؟
ومــــاذا تـجـلّـى ومـــاذا اعــتـرى؟
أتـــــدري لـــمــاذا تــبــول عــلـيـك
قـــصــور الإذاعـــــات والأوبــــرا؟
تـــراك الأغــانـي جــديـد الـشـروق
فـــــأي جـــديــد مــفــيـدٍ تَـــــرى؟
تـزيـد الـبـيوت، الـسـجون، الـقـبور
فــهــل زاد شــبـراً أديـــمُ الــثـرى؟
وهـــــذي الــبــهـارج هــــل بـيـنـهـا
وبــيـن الـمـسـرّات أدنـــى الـعُـرى؟
* * *
ألـــيـــس الــمــآســي بــأظـلافـهـنَّ
وســمــنَ الأســاطـيـر والأشــهــرا؟
فـتـلك صـبـت يــوم طـوفان نـوح
وذي أذبــلَـت فـــي الـصـبا حـمِـيرا
وهــــذي شـــوت (كــربـلا)، بـنـتُـها
عـلـى (الـزنـج) صـبّت لـظىً أغـبرا
ومَـن أصـبحت (أورشـليم) ارتدت
ســواهـا وكـــان اسـمـهـا (خـيـبرا)
* * *
أشــبـن الــدهـور ومـاشـبن، كـيـف
نــضــوج الــوبـال الـــذي أدهـــرا؟
رمـــيــن هـــنــا وهـــنــا بــالــغـزاةِ
وجـــرّحـــن بــالــشُّــرَّد الــمـهـجـرا
تـغـايـرن مــثـل فــصـول الـسـنـين
وأشـبـهـن فـــي الــزرقـة الأبــحـرا
* * *
فــــهــــذي دخـــانــيــةٌ، أخـــتــهــا
جــلــيــديَّـةٌ تـــلــبــسُ الأســـمـــرا
وتـلك اسـمها النفط، هذي الجفاف
وتــيـك اسـمـهـا الـسِّـيخ والـكُـنترا
وأخـــرى بـــلا اســـمٍ وأخــرى بــلا
صـــفـــاتٍ، ومــوصــوفـةٌ لاتُـــــرى
* * *
فـيـاعـيـد أيـــن هـــلال الـشـعـوب
لــمــاذا انــطـفـا قــبـل أن يُـقـمِـرا؟
أخِــلـت زمـــان الــغـزاة انـقـضـى؟
فـــهــذا الــهـشـيـم الــــذي أثــمــرا
بـرغـمي حـسـا الأطـلـسيُّ الـخليج
ولــصَّــت عــيـون الـمـهـا (بــربـرا)
* * *
وهـــذي الـقـنـاديل هــل تـسـتبيك
ألــيــس دجــاهـا عـلـيـها افــتـرى؟
أتـسـألُـهـا عـــن ســهـاد الــرصـاص
ومِــن أيــن يـسري وكـيف انـبرى؟
ولا تــــدَّريـــه رعــــــاة الــنــجــوم
لــمــأتـاه مِـــــن حــيــث لايُــــدَّرى
لــقـد كـــان (غـــارُ حـــرىً) مـأمـناً
فـأمـسى الــردى يـنبري مِـن حُـرى
وهـــــذي الإضـــــاءات لاتــهــتـدي
وتَــهــدي الــمـسـدس والـخـنـجـرا
* * *
فـيـاعـيد مَـــن عـبَّـأ الـضـوء مـوتـاً
ودسَّ بــــآبـــاطـــه الـــعــســكــرا؟
وعــلَّــمــه أن يــحــيــل الـــمـــرور
نــــدىً أســــوَداً وحــصـىً أحــمـرا
ولـم يـكنس الـقتل أضنى البيوت؟
أمِــنــهـا يــســمِّـنُ رمــــل الــعــرا؟
* * *
أيـفـتـيك هـــذا الـسـنـى كـــم رأى
يـقـيـن الـضـحـايا وفـيـهـا امـتـرى
أمــــا تـجـتـلـي كــــل بــــرقٍ يــفـرُّ
مِــن الـرعـد مِــن قـبل أن يُـمطرا؟
إذا لــــم تــشـاهـد ظــــلام الـضـيـا
زريّــــــــاً، فــأيــكــمـا الــــمُـــزدرا؟
* * *
هـل الأرض غـير التي زرت أمس؟
أطــــارت بــحــورٌ ومــاجـت ذُرى؟
أتـــســمــع أبــــــواق هــــــذا وذاك
تـــزفُّ عـلـى الـريـح قــيء الـهُـرا؟
أمــــا كــــان لـلـريـح كـــل الـفـضـا
فـمـن ذا احـتـواها ومَـن ذا اكـترا؟
* * *
أنــــا ضــيـفـك الآن مــــاذا دهـــاك
وأنـسـى مـحـيّاك خـصـب الـقِـرى؟
تـــريــد أُهـــنِّــي بـــــك الـعـالـمَـينْ
وأرجــــو لــــك الـسُّـكْـر والـسُّـكَّـرا
وأحــدوا إلــى كــل مـلـهىً خـطاك
وأســتــرقـص الــلــيـل والــســمَّـرا
وهـــل أنــت تـعـرف مــاذا حـمـلت
فــيــدري الـمـغـنـي بــمــا بَــشَّــرا؟
* * *
يــرى الـسُّـوقُ طـالعَك (الـمشتري)
فـكـم بــاع لـحـماً ومــاذا اشـترى؟
دعـــوا ذاك نـجـمـي، ولـكـن مـتـى
أمَــن كــان يــدري طــوى مـادرى؟
* * *
وهــل أنــت غـيـرُك فــي كـل عـامٍ
أبـدَّلْتَ فـي الـسير أو فـي السُّرى؟
تــرى جـئت أم عـدت؟ قـد أنـتحي
أمــــامـــاً وانـــتــهــج الــقــهــقـرى
تُـحـنّـي بــمـاء الـحـديـث الـقـديـمَ
وتَــــرقَـــعُ بــالــمـقـبـل الـــمُــدبــرا
* * *
لــــمــــاذا تــــعــــود ولايــنــثــنــي
إلــى الـعُـمْر أمــوات هــذا الـورى؟
فـيـرجع (أخـيَـلْ) يـحـث الـخـيول
إلــــى قــلـب (يــافـا) و(انـكـلـترا)
فـقـد أَفــرَخ الــرُّوم عـشرين رومـاً
وقـــــد تُــفــرخ الــكـثـرةُ الأكــثــرا
ويـرتـدُّ (عـمـرو بـن مـعدي) يـذود
(ضـباع الـغلا) عـن (ليوث الشَّرى)
يــصــيـح: أرى (نــخــعَـاً) مــثـلـمـا
عـــهــدتُ ولا ألـــمــح (الأشـــتــرا)
ويـجـري عـلـى إثـره (ذو الـقروح)
بــمــكــنـون رحـــلــتــه مُـــخــبــرا
إلى القبر مِن سجن “روما” خرجتُ
ظــفــرت بـمـوتـيـن مِـــن قـيـصـرا
فــهـل ذاك (دمّـــون) يـاصـاحـبي؟
أنــشــكـو إلـــيــه لــكــي نُــعــذرا؟
ويـشـدو: قـفانبك، تـسعى الـبيوت
إلــــيــــه وتــســتــنـفـر الأقــــبُـــرا
فـيـنـساح (عــبـد يــغـوثٍ) يــعـبُّ
نــشـيـد الــرواعـي ســنـاً أخــضـرا
ويـسـتـخـبر (الــقــات) عــــن دارهِ
وعـــن حـــال أغـنـامه (الـصـعترا)
ويـصـدع فــي (حـضرموت) الـرِّدا
ويــحـتـزُّ فـــي (حــجَّـةَ) الـمـئـزرا
* * *
أيـغـريـك يـاعـيـد ركــض الـقـصيد
وأن يــتــبـع الــشــاعـر الأشــعــرا؟
وهــل تـسـتجيد إذا غــاب (قَـسٌّ)
أتــــى (بــاقِــلٌ) يــركـب الـمِـنـبرا؟
* * *
لــمـاذا تـــرى وجـــه هــذا الـزمـان
كــمــا يــقــرأ الأعــمـش الـدفـتـرا؟
أيـعـيـيـك عــصــرٌ يـقـولـون أنـــت
مــخــضـت لأيـــامــه الأعـــصــرا؟
* * *
أتـــأمــل أن يــنـثـنـي ذات يـــــومٍ
(عـكـاظٌ) وعـشاق (وادي الـقُرى)؟
فـيـصـبـو (نــــزارٌ) إلــــى (عَــــزَّةٍ)
ويُـصبي (وفـا وجـديَ) (الشنفرى)
ويــمــتــد ســــــوقٌ بـــــلا أزمـــــةٍ
ويــأتـي الـصـعـيد الـــذي أصـحـرا
فـتـلـقـى الـعـصـور الــتـي جُـبـتـها
ومــاشِـمـت حــولـيـك مـسـتـعـمِرا
* * *
ألا تــحــلـم الــلــيـل كـالـكـادحـيـن
وتـلقى ضـحىً عكس رؤيا الكرى؟
ســكــتَّ لــمــاذا، لــسـقـم الــكــلام
أو ان الــســؤال عــلـيـك اجــتــرا؟
لـعـلـمي بـــأن الـخـطـير الـمـخـيف
يــحــثُّ عــلــى نــفـسـه الأخــطـرا
More Stories
رحمه ” للشاعرة : وفاء علي _ مصر
كنا نصعد ” للشاعرة : نجلاء البهائى _ مصر
اعتمالات في صدر القصيدة ” للشاعرة : صباح نور الصباح _ تونس: