سوار الساعة.
قصة قصيرة
______________
يتشبث بأكتاف الساعة.. مشدود الوثاق فوق حبل الوريد.. ينفق وقته في المضاهاة بين وقع عقارب الساعة وخفق وريد الذراع الذي يتوسده.. جاء في أخباره أنه ذات سأم أراد الخروج من جلده.. همّ أن يغادر رقاده الأبدي فوق الذراع.. حلم أن يكون شيئا آخر سوى سوار ساعة يرابط عمره بين ضفتي الوقت.. جسده الضئيل وجلده الذي أكلته القروح لم يشفعا له بأحلام باذخة.. تمنى السوار لو كبر قليلاً.. قليلاً فقط؛ ليكون حزامًا.. وتهدلت في خيالاته الأحزمة…
حزام فقيرٍ يضمد به أحشاءه الخاوية..!
حزام راقصة يدوزن المشهد بين الخصر والإيقاع!
حزام مهمل في حقيبة مسافر..!
ونبذ تماما فكرة أن يكون حزام أمان في مقعد طائرة؛ إذ رأى أن من المستحيل لسوار ساعة حين يكبر أن يكون حزام أمان؛ فالوقت والأمان – في رأيه – لا يلتقيان!
مكث طويلاً يرخي الأحزمة ويشدها وينبذها.. لكنه توقف مرعوباً حين خطر له أن يكون حزامًا ناسفًا.. مرت بذاكرته كل الأذرعة والساعات.. خفقت روحه بشدة، وفوق خفق روحه كانت تكتكات الساعة تبدد الصمت بإيقاع منتظم يشبه مؤقت قنبلة على وشك الانفجار!
More Stories
لا يهُم التجاعيد المُبكرة ” رباعيات للشاعرة : مريم أحمد _ مصر
ياللى سرقتوا الورد ” خواطر الشاعرة : رضا عبد الوهاب _ مصر
طفلة عشقها الحروف ” للشاعرة : هويدا محمد الحسن _ مصر