لقاء أول…
قصة قصيرة
في غرفة الولادة اهتك الفراغ البارد بالأمنيات، احتطب خيالات مستبشرة طفلةٌ تستر خرائبي وتُقيم حدائق روحي. أضرِمُ مواقد العشرة أعوام الخامدة، وألعب بمكعبات الأسماء بينما تُجدِّف نبضاتها في بحرٍ يعزف مِلحهُ وتُراقصُ ألحانه الأسلاك الموصولة بِأصبعي…
وقبل ان تفتتح الشمس عُرس النهار عَرفتُ اننا على أهبة لقاءٍ فاتن حين نُزِع شيءُ مني وطارت شهقة مُفاجئة رُغم غَلَبة المُخدِر إلا انني شعرت بهذا الشيء الذي تصاعد مني، ودار سؤالي عنه بين الأطباءِ المُنشغلون. وفي هنيهة قَطفتُ الإجابة من وجهٍ صغيرٍ ساكنٍ يُحدِّق بإتجاهي. تَورطَتْ بعض الممرضات في ضحكاتٍ وهمسات خافتة أثناء قَصّ الحبل السُرّي. قبضت على حنجرتي وتجاذبنا وطفلتي البكاء السريع على أمل ان ننتهي منه إلى الأبد.
اِلتقطوا صورة مسحورة بما اهرَقَته ذاكرتي من تواريخ لحبلٍ سُري مختومٍ بعشرة أصابع مقبوضة ببياض الملح.
More Stories
خلف ستائر مخيلتي ” للشاعرة : نوال عيسى _ مصر
من وجد الغربة ” للشاعرة : نجاة فريد _ الجزائر
أنت الوطن ” للشاعر : مجدى هنا _ الجزائر