25 يناير، 2025

“سر أم عبد” للقاص : صالح جبار خلفاوي – العراق

ارشيف

سر أم عبد

قصة قصيرة

اليك هذا الخبر أولا ، البارحة وبعد منتصف الليل وجدت المرأة التي كلمتها عن رغبة الحاج عمار وبادرتني بالسؤال…..
– وين الرجال الذي قلت لي انه يريد الزواج من امرأة خمسينية ؟ انتظرتك أول البارحة ولم ترجع لي خبرا قلت في نفسي أن أتيك الى دارك !!!
بصراحة أدهشني موقفها .
أم عبد وهذا اسمها المعروف، هنا استوعبت الصدمة ظننت أنها تمزح معي فقلت لها خالة أم عبد هل أنت جادة في الزواج، أجابتني والابتسامة تملء وجهها الذي مازال يحمل طيات جمال يكاد موسمه ينتهي، رفعت يدها وأرخت عباءتها السوداء إلى خلف رأسها قليلا وأضافت …..
– عهدي وعهد الزواج من حربنا مع إيران تزوجت أبا هذا الرجل الأرعن وأشارت الى ابنها عبد وبعدها لم أنم جوار رجل مطلقا .
تداركت ذهولي فقلت خالة أم عبد يعني مضت عن أخر مضاجعة لك سبع وثلاثون سنة أشارت برأسها بالإيجاب وأردفت :
اذا وقع هذا المسكين بين يديك ما تفعلين به ؟
أجابت وفي عينيها ومضة غامضة تنهدت بعمق كأن نارا في جوفها أضافت…..
– سأجعل منه فارسا كما في أفلام التلفزيون ..
حاولت أن أجعل الأمر مزحة فقلت لها:-
أم عبد على هذا الجوع الذي تعانين منه ستقطعيه إلى أشلاء متناثرة .. نهضت واقفة وشدت عباءتها بقوة على حنكها لاحظت ملامح وجهها أحمرت وبدأ أنها تغلي كمرجل بخار وهمست….
– هل تريد أن اطلعك على سر !!
بلعت ريقي الذي جف لما اراه من انفعالات أم عبد ..
نعم أطلعيني يا جارتي الحنونة .. أشارت بيدها نحو فمها وهي تقول بصوت مبحوح ……
– عطشانة ..
قفزت نحو الرصيف وأحضرت لها قنينة ماء باردة فتحت غطاء العلبة وشربت بصوت مسموع كأنها تريد أن تبخ وجع السنين الذي استحال داخلها إلى جمرات متقدة . لمس كتفي برفق عامل النظافة وطلب مني أن نبتعد من هذا المكان .. لدنو سيارة البلدية لحمل القمامة المتكومة .. بدون مقدمات سحبتها من يدها ووقفنا في الركن المنزوي للعمارة حيث كان الجو أكثر برودة حيث يعبر علينا تبريد الأسواق التي شغلت أجهزة التبريد كلما فتح الباب .. رجعت أنظر إلى وجهها الذي بدت ملامحه تستقر ..
ما سرك يا أم عبد ؟
– أتقسم أنك لا تذيعه ..
أقسمت لها أغلظ الأيمان أن سرها في بئر !! نطقت بهدوء حذر….
– في إجازته الأخيرة
عمن تتحدثين .؟
– عن أبو عبد لا أحد عندي غيره .. أجبرته أن يعاشرني طوال أجازته ولم أسمح له بمغادرة المنزل لأي سبب وكنت قد هيأت له منشطات جنسية أشتريتها من منطقة الباب الشرقي خلف عمارة التعاون هناك تجد أنواع المنشطات الجنسية!
سكتت لفترة ليست بالقليلة أضافت وفي عينيها دمعة حائرة وكأنما تؤنب نفسها قالت بصوت يخرج من حشرجته :
– لا أدري لِمَ فعلت ذلك أحساسي بنهاية علاقتنا أم سلوك صبياني لا أعلم ولا أبرر كيف تصرفت معه .. كنت أغتصبه في اليوم لا أقل من سبعة مرات طوال أجازته والتي كانت سبعة أيام كذلك إلى اليوم الأخير حيث لم يستطع المشي إلا بعكازة .