23 أبريل، 2024

“رغبات مكبوته” للقاص : عبدالله عطيف – السعودية

كرتون

ارشيف

رغبات مكبوته

قصة قصيرة

بدأت السماء تتخلى عن زرقتها و تكتسي حلة ذهبية وقرص الشمس يتهادى نحو المغيب ، مالبث أن اختفى خلف خط الافق وخيوط الليل تسدل الستار على بقايا الضوء ليتجلّى سحر البدر المنسكب على امواج البحر المتدفقة تتدافع بنشوة نحو الشاطىء الحالم ..
كان على مقعده الخشبي مفتون بذلك السحر الموهوب من السماء والمسطر على هذه البقعة من الماء، يتأمل ذاك الامتداد الفسيح للكون امامه وذهنه معلق بالمدى ..منهمكا في البحث عن شتات نفسه متجاهلا كل ذلك الضجيج المحتدم من حوله …
لقد ادمن هذه الامسيات وليالي الخامس عشر من كل شهر ..

أمّا هي فقد امست تعرف كل تلك التفاصيل التي سوف تصدر عنه وعلى مدى اشهر عديدة ظلّت تراقبه .. تحاول أن تستفزه .. أن تلفت انتباهه ، قررت اخيرا أن تكسر هذا الجمود، كيف و كل هذه الأفواه الفاغرةوتلك العيون الشبقة على الشاطيء تطاردها إلّا عيناه ..
ألقت بنفسها على المقعد الى جواره وبعد صمت تفجر ذلك الصراع الداخلي المكبوت ولم تتحمل صمته وتجاهله ..
وهي تتصنع الحياء أظنك ستعتبرني مجنونة او شيقة في موسم تزاوج وهذ القطيع سائل العاب يلاحقني وينهش مفاتني، قد تظنني كائناً نجسا وتنف انت لنجاستي التي لن يغسلها ماء البحر وترابه .. ، ..

نعم كنت انتشي بذلك الشبق الذي يلاحقني دون نساء الشاطيء وازيد في غيي ونثر مفاتني ولكن انت من أفسد علي متعتي .. انت من جعلني اشم رائحة نجاستي.

استمر في صمته وزاد ذلك في رعودها
انا لست مسعورة انا قطة وديعة تريد هرا تتمحك فيه حتى يلسع مواؤه خلايا جسدها فتصيح في مواء مماثل يخبر عن مدى نشوتها العارمة ، اناحمامة تبادل ذكرها حميمية الغزل ..
هل تسمعني ياهذا ؟
انا لست شبقة .. نعم لست كم تظن انا .. انا .. ويرتفع صوتها أكثر فأكثر .. يلتف الناس وأمن الشاطيء حولهُم … يغمى عليها .. يساعدنها بعض الفتيان والفتيات وما إن فاقت إلا وقد اختفى كقطعة سكر ذابت في وسط بحر مالح ..
صرخت فيهم : كان ثمة رجل هنا أيها الكلاب المسعورة …