فراشة الجنون
قصة قصيرة
كان يوماً حالماً ، تناسلت فيه احلام الأب ، وضع أول بصمة على فراش ذكرياته ، خياله الأحمق ، وصور فارسة عمره ، قاده كل ذلك إلى معانقة أفق السراب ، مديات تصوراته تفوق تصورات من حوله ، واقعه الجديد يضعه أمام مرآة الخطايا باستمرار للإجابة عن سؤال روحه له: ” لماذا أنت حالم ؟ ”
وبينما يعيش هذه اللحظات تضع الأم وسادة كبيرة تحت رأس طفلتها ، وتضع أخرى تحت رأسه خشية سقوط روحهما ، أعلى السرير تواجه مصيرها المحتوم ، الصراخ .. إنه صراخ الطفلة ، كأن الجدران تتعرق من شدة برودة الغرفة ، فراشة الجنون ، تطير من قبضة والديها فوق ركام الرماد ، تجمع أحزانها لتبني ذلك السراب الذي أراده لها خياله الحالم ، يطعنه الظلام ، يراوده ، ويتسلل ، يكبر فيه ، لم تكن زغاريد ولادتها على يقين لحجم الجنون الذي تمارسه الآن ، كراساتها تحترق ، وبقع الأحبار ذائبة في أسطرها الكاذبة ، صفعة وجهه ، حولت عمره إلى بقعة حلم آخر للتيه ، توقف عقله ، حمل معوله قبضة للضياع ، حطم منضدة كتابتها ، سالت حروفها الثكلى ، مودعة ضحكة نومه الطويل .
More Stories
لا يهُم التجاعيد المُبكرة ” رباعيات للشاعرة : مريم أحمد _ مصر
ياللى سرقتوا الورد ” خواطر الشاعرة : رضا عبد الوهاب _ مصر
طفلة عشقها الحروف ” للشاعرة : هويدا محمد الحسن _ مصر