ثقافة

” امرأة مجنحة ” للشاعرة : صباح نور الصباح _ تونس

صباح

لست امرأة شجرة ..
لا ظلال أفيٌئها لعابري قصائدي
ولا ثمار أدسها لعشٌاق الولائم..
لست امرأة حلوى..
لا أصلح للٌعق ولا اللٌف
ولا حلاوة أقدمها لمدمني الفانتازم..
حين هربت من ظهر أبي
واندسست في جوف أمي
كان يسابقني إلى حتفي:
ضابط وسارق،
رسٌام وحانوتي،
طبيبة ومنجٌمة ،
راهبة وعاهرة..
لكن الرب لأمر في نفسه قال : كوني شاعرة
حين ألقت بي أمي في جُبٌِ الحياة
لم تلفٌني في قماط
فأصابتني وأنا صغيرة : لعنة تحسس الضوء والتقاط الصاعقة..
أبي تخيٌر لي من الأسماء : صباح
فاعتنقت دين النور
وجعلت من المجرٌات والنجوم طائفة ..
لم أكتب داخل الأنساق والقوالب
ولم تك لي يوما أفكار جاهزة
لم أحسب بالأعداد
ولا فهمت الأشياء بالأضداد
وطني : خيالي
الجنون : حكمتي
الشعر : سجيتي
الحب : رأسمالي
لم أقل لعقلي يوما : صه
كلٌما سمعت داعية أو طاغية
هويت على الجذوع بفأس العقل
وحفرت للميتافيزيقا والديماغوجيٌة رمسا ونشدت الحرية ولم أخش الهاوية ..
لست امرأة شجرة ولا حلوى
ولا أنا امرأة للفتنة صنم
فضجيج العالم يعتمل في رأسي
وعذابات البشر تنقر قلبي
وكلٌ صمت المحبين يضج في روحي..
أنا امرأة مجنٌحة !
كلٌما اشتدت عطانة الطين ركبت القصيدة وحلٌقت مع الفكرة …