25 أبريل، 2024

” أم العــــروس ” للشاعرة : نورا جويدة _ مصر

نورا

نورا

وراحتْ نحوَ حجرتِها
تلملمُ آخرَ الأشياءْ
كأنَّ سريرَها يبكي
كأنَّ الضوءَ منكسرٌ
كأنَّ الحجرةَ انتحبتْ
وتمطرُها بدمعِ دعاءْ
وراحتْ تجمعُ الأشياءْ
وتأخذُ عطرَ أيامٍ
وتأخذُ لهفتي.. عمري..
تبعثرُ روحيَ الولهى
على الأرجاءْ
وكانتْ تضحكُ الحُلوةْ
وتنزلُ دمعةٌ منها ( على سهوةْ )
تظلُّ الطفلةُ الحسناءُ في عينِي
والاستثناءْ
و كانتْ فَرِحةً كالعيدِ
لكنِّي أنا أبكي
بكلِّ غباءْ
فتلكَ الوردةُ الطفلةْ
تصيرُ عروسةً
تختالُ في فستانِها الليلةْ
غريبٌ أنني مازلتُ لمْ أدركْ
بأنَّ صغيرتي كبرَتْ
وصارتْ غادةً هيفاءْ
أنا أمُّ العروسِ الآنَ ..
صُورتُها على الجدرانِ
ضحكتُها بلونِ الصبحِ
نظرتُها كألفِ سماءْ
تُرى ستغيبُ؟
كيفَ تغيبُ؟
يضحكُ والدي فرحاً
يُقبلِّها بدفءِ رجاءْ
أخوها في براءتهِ
ببعضِ النورِ يغمرُ روحَهُ
يأتي ويسألني
تُرى ستغيبُ؟
يسألنا بكلِّ حياءْ
غدًا ستروحُ بيتَ الزوجِ
تُحرمُ روحُنا منها
ولا تتوضأُ العينانِ من أختي
صباحَ مساءْ
أجيبُ
أقولُ يا ولدي هيَ الدنيا
وسنَّتُها
و حسبكَ أننا سعداءْ
أروحُ..
أروحُ حجرتَها التي أنِسَتْ بها أبدا
وأسألُها علي استحياءْ
غدا تمضي؟
أتحتملينَ يا حجرةْ؟
حياةً دونَها مُرَّةْ؟
تجيبُ بصمتِها الباكي بكلِّ عناءْ
أنا مازلتُ أذكرُها
و رائحةُ الضفائرِ في يدي
مازلتُ أحضنُها
فلمْ تشعرْ ببردِ شتاءْ
أنا مازلتُ أذكرُ حينما وُلدتْ
وأذكرُ كلَّ مدرسةٍ بها درستْ
وأذكرُ أولَ الأثوابِ
أذكرُ شكلَ كلِّ حذاءْ
حبيبةَ قلبِها كنتُ
وتشبهُ أمَّها جدا
تشاكسني
أحنُّ عليَّ من قلبي
ونقطةُ ضعفِنا الأبناءْ
أنا سأزفُّها لعريسِها الطيبْ
غدًا
واليومَ تنقشُ فرحةَ الحناءْ
أراهُ كأنهُ ولدي
وربي إنني أحببتُ طلَّتهُ بكلِّ نقاءْ
أقول لهُ……
وخذْها الخيرَ في بيتِكْ
و كنْ سرًّا
وكن سترًا
وكن صدرًا ليحميها
وكنْ خبزا إذا جاعتْ
ولو ظمِئَتْ تكونُ الماءْ
هي الطفلةْ
وحيدةُ أمِّها الأغلى
وأولُّ فرحتي الأغلى
وأجملُ ما بحرفِ الباءْ
دعوتُ اللهَ
لمْ أملكْ سوى الدعواتِ مخلصةً
فإنَّ دعاءنا زادٌ
وحيلةُ أطيبِ الشعراءْ