19 أبريل، 2024

تشاد.. المتمردون يعلنون استعدادهم لمناقشة تسوية سياسية

مكتب اخبار اليوم المصرية

أعلنت “جبهة التغيير والوفاق” المتمردة في تشاد استعدادها الالتزام بوقف إطلاق النار، ومناقشة تسوية سياسية، بعد وفاة الرئيس إدريس ديبي على جبهة القتال الأسبوع الماضي.

وعبرت الجبهة الحدود من ليبيا، في 11 أبريل الجاري، مطالبة بإنهاء حكم ديبي المستمرّ منذ 30 سنة، ووصلت إلى منطقة تبعد نحو 250 كيلومتراً عن العاصمة إنجامينا، قبل أن يتدخل الجيش، معلناً أنه “دمّر رتلاً للمتمردين وقتل 300 منهم”، وذكر السبت أنه “سحق” المتمردين.

وأشار الجيش إلى مقتل ديبي، الاثنين الماضي، أثناء تفقده قوات بلاده على الجبهة في الشمال، خلال قيادته معارك ضد جماعات مسلحة، بعد يومين من إعلان فوزه بولاية سادسة.

وأفادت وكالة “رويترز” بأن مقتل ديبي أحدث صدمة في تشاد التي تقع في وسط إفريقيا، وتُعدّ منذ فترة طويلة حليفة للغرب في مواجهة جماعات مسلحة.

وأفادت الوكالة بأن مجلساً عسكرياً برئاسة محمد إدريس ديبي (37 عاماً)، نجل الرئيس الراحل، وقائد الحرس الجمهوري، استولى على السلطة بعد وفاته، معلناً اعتزامه الإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهراً، لحين تنظيم انتخابات.

لكن الجماعة المسلحة رفضت “الملكية”، فيما وصف معارضون الأمر بأنه “انقلاب”، داعين إلى احتجاجات سلمية وحوار وطني لإنهاء الأزمة.

هدنة وتسوية سياسية
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن زعيم الجماعة محمد مهدي علي، قوله في اتصال هاتفي: “أكدنا استعدادنا للالتزام بهدنة، بوقف النار”، مشيراً إلى أن الجيش التشادي ما زال يقصف قواته، قائلاً: “هذا الصباح تعرّضنا للقصف مرة أخرى”.

ونسبت وكالة “رويترز” إلى الناطق باسم الجماعة المسلحة، كينغابي أوغوزيمي دي تابول، قوله: “الجبهة مستعدة للالتزام بوقف إطلاق النار، من أجل تسوية سياسية تحترم استقلال تشاد وسيادتها، ولا تؤيّد انقلاباً”.

كان الناطق أعلن السبت، أن عناصر الجماعة المسلحة “يستعدون للتقدّم” نحو العاصمة، مضيفاً: “لا نقبل أي حكومة عسكرية”، وفق “رويترز”.

وعلّق الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي، عزم برماندوا أغونا، على إعلان زعيم الجماعة المسلحة، أن الجيش التشادي ما زال يقصف قواته، قائلاً: “إنهم متمردون ولذلك نقصفهم… نخوض حرباً، هذا كل شيء”.

“حوار شامل”
وحضر رئيس نحو 12 دولة الجمعة الماضي، جنازة ديبي في “ساحة الأمّة” وسط العاصمة، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعرب عن دعمه للمجلس العسكري، مشيراً إلى أن بلاده “لن تسمح لأحد، لا اليوم ولا غداً، بالمسّ باستقرار تشاد وسلامتها”. ودعا المجلس العسكري الانتقالي إلى تعزيز “الاستقرار والحوار والتحوّل الديمقراطي”، وفق “فرانس برس”.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومحمد إدريس ديبي، نجل الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، أثناء مراسم الجنازة في إنجامينا – 23 أبريل 2021 – REUTERS

ونقلت الوكالة عن محمد مهدي علي قوله: “نتمسّك بما قاله إيمانويل ماكرون، وهو حوار شامل لمناقشة مستقبل الشعب، نؤمن بقدرته على تغيير الوضع، نحن على الموجة ذاتها مع المعارضة والمجتمع المدني”.

ومنذ تولّي المجلس العسكري الانتقالي السلطة، دانت أحزاب المعارضة والمجتمع المدني ما اعتبرته “انقلاباً مؤسساتياً”، وطالبت بـ”انتقال بقيادة مدنيين، عبر حوار يشمل جميع الأطراف”.

رفض “الأمر الواقع”
وأكدت جمعيات مجتمع مدني وأحزاب سياسية، خلال تجمّع “مسيرة الشعب” السبت، رفضها “كل ما هو أمر واقع”، وتابعت: “ننكر على المجلس العسكري الشرعية السياسية لإدارة البلاد، نتيجة استيلائه على السلطة بالقوة، بما يتعارض مع القانون الوطني والالتزامات الإفريقية والدولية لتشاد”.

ونقلت “فرانس برس” عن سوكسيه مسرة، وهو من أبرز معارضي النظام، قوله السبت: “في انتقال مدني-عسكري، يجب أن يكون القائد مدنياً وأن يهتم الجيش بالقضايا الأمنية”، مستخدماً عبارة قالها ماكرون.
واعتبر الاتحاد المستقل لنقابات العمال التشاديين، الذي يضمّ النقابات العمالية الأساسية للمدرّسين، أن تولّي المجلس العسكري الانتقالي السلطة يشكّل “انتكاسة خطرة جداً للديمقراطية”، مطالباً بـ “العودة” إلى النظام الدستوري، عبر “تنظيم منتدى وطني شامل يجمع كل الطبقات الاجتماعية والسياسية للأمّة”.

وقالت نقابة المحامين التشاديين إنها “لا توافق” على هذا الانتقال، معتبرة أنه نُظم بتجاهل تام لـ”النصوص والأنظمة النافذة”.