عندما غابت أمي،
تكسّر الوقت بين يديَّ
وتعثّرتُ بظلّي في طرقات الغياب.
صرختُ في وجه الريح،
في وجه شبابيك لا تُغلق،
وفي وجه ليلٍ لا يعرف نومًا:
“أين أضع رأسي؟
أين أجد حضنًا يضمّ جراحي،
وأغنية تُرمّم هذا الصدْعَ في قلبي؟”
فأجابني الصمتُ…
صمتٌ ليس كالصمت،
صمتٌ له رائحة الندى،
وله يدٌ تزرع في كفّي
بذور الطمأنينة.
وأشار نحو الأرضِ،
نحو ترابٍ عَرفَ خطوات أمي،
وعَرفَ دموعها حين دعت،
وعَرفَ كيف كانت تغزل لي
الدفء من دعاء المساء.
وقال لي همسًا:
“يا بنيتي هنا لا تموتُ الأمهاتُ،
هنا كلّ نخلةٍ تُمسِكُ بيدها،
وكلّ موجةٍ تهمس باسمها،
الأرضُ أمُّك الكبرى،
والسماءُ خمارها النديّ،
فدعي رأسَك يستريح على صدرها،
وابكِ إن شئت ِ …فالترابُ يعرف
كيف يُهدهد الأحزان.
More Stories
تراتيل إلى جدتي ” للشاعرة : هدى المهندي الريس _ لبنان
هو عاشقي ” للشاعرة : إيمان الديب _ مصر
رمضان ” للشاعرة : مايا خالد _ مصر