ما أصعب أن يتحول الدفء إلى ذكرى، أن تصبح اللمسة حلمًا، أن يصير الصوت وهمًا يتردد في القلب دون أن يُسمع. هناك أسماء، حين تُذكر، لا تُقال بل تُبكى، وهناك وجوه لا تموت، بل تتناثر في تفاصيل الحياة، تسكن الهواء، تختبئ في الضوء، تتراءى في الأشياء التي لم ننتبه إليها إلا بعد فوات الأوان.
رحيلها لم يكن مجرد غياب، بل كان انقلابًا في المعنى، فجأة صار العالم ناقصًا، والأيام بلا هوية. كانت الشمس تشرق، لكنها لم تعد تمنح الدفء ذاته . وكانت الليالي تمضي، لكنها لم تعد تحمل ذلك الأمان القديم. لم يختفِ صوتها تمامًا، لكنه صار همسًا يسكن الذاكرة، كأن الحياة تأبى أن تمحو أثرها، كأنها تريد أن تترك لي بقاياها كي أعيش عليها.
في كل ركن، في كل تفصيل، في كل لحظة أحتاج فيها لظلٍّ يأويني، أجد الفراغ ينظر إليّ، يذكرني بأنها كانت هنا… وكانت كل شيء . إنها أمي ……
#إيمان_العسال
More Stories
اللواء حاتم الهيدبى يكتب رمزًا للوحدة الوطنية
اللواء محمد محفوظ يكتب لعطاء الشهداء
محمد الجزار يكتب الوحدة الوطنية