احترق في برك الثلج وحدي ” للشاعرة : فاطمة المغيربي

لا ادري
ماذا حل بالسماء
تنزف حروفا
تهطل كلمات في أذني
أسمعها بقلبي المشرع
يطرق النبض شرايينه
ضجيج أمواج هادرة
بحر تمرد عن قيوده
ورمي بكلكله على الصخور المهترئة
انسابت الرمال وغاصت باعماقه
والزبد يعربد على الشفاه المحترقة
عاصفة اكتحلت برماد السماء
ما عدت اسمعني
ما عدت أراني
وعصفور مقرور ينقر نافذتي
مبلل الريش
تترقرق في عينيه قصيدة حائرة
والخجل يتدفق في صمته
كشلال من وجد
برد بلا سلام
احتراق بلا لهب
انهيار بلا زلزال
دهشة بلا عجب
وأنا الملتحفة بخيباتي القديمة
اهرول هاربة نحو تلك العيون
استظل بشبق القصيدة
المرتعشة بين شح الحبر
وارتعاش الكلمات المبعثرة
من أين يأتي بالثبات
لسان يحكمه التشظي والشتات
نبض متسارع الخطى
يلجم قلمي
يعتصر ألمي
يعتقل بوحي
أمد يدي لاقطف عناقيد الحب
فتعود اليا خاوية
فكل العناقيد محاصرة
والعصفور على نافذة القلب
يرسل زقزقته لظى
تأتي على ما تبقى من هشيم
امرأة
تتسابق الأزمنة في عشقها
احتراق شهي
يلتهم حصونها
يذيب جلاميد الثلج على أبوابها
والمتاريس صدىءة أضاعت مفاتيحها
هز بجناحك ليتساقط كبريائي
واهوي على كفك المبسوطة
اختبأ تحت ريشاتك
ابلل شفتي المتيبسة بلمى قصيدة
تتأرجح على هدبيك
وأنا المعلقة في برزخ مجهول
فهلا اعدتني
إلى ساحات الجنون المترفة
قد اجهدتني بلاهة العقول
سئمت مألوف الحكايا
ترددها عبثية الألسنة
العصفور المجهد
يتمدد على الأريكة الأخيرة
المتبقية من جهاز الصبى
يشعل سيجارته الأخيرة
يلتهم أنفاسي المتوثبة
لانبعاث فجر تأخر
ينتظر محاكمته ليقول كلمته الأخيرة
اعترف أنني ضبطت متلبسا بالهوى
فافعل بي ما تشاء
واطفىء بقايا سجارتك في مهجتي
فقد سئمت أن أحترق
في برك الثلج وحدي

admin

See author's posts