1 يوليو، 2024

محمود شكوكو هو جد الفنان أمير كرارة “خال والدته”،

كتب : ناجى عمر

📌العنوان: ١٠ شارع ابن سندر – كوبرى القبه – خلف مسجد جمال عبد الناصر

تعود قصة تسميته باسم مركب (محمود شكوكو) إلى رغبة جده إسماعيل في ذلك، حيث كان يقوم بتربية ديوك رومي، أحيانا تتعارك مع بعضها البعض فيصدر كبيرها صوت ” ش ش كوكو”، فأصر أن يكون اسم حفيده شكوكو بينما أراد الوالد أن يطلق على ابنه محمود، فاستقرا على إطلاق هذا الاسم المركب عليه.

ولد محمود إبراهيم إسماعيل موسى في 1 مايو عام 1912، في حىّ الجمالية بالقاهرة لم يتعلم القراءة والكتابة وعمل في ورشة والده نجارًا، وفي بداية حياة شكوكو الفنية نال كثير من الضرب من والده، لأنه كان يعمل طوال اليوم في ورشة النجارة وفي الليل يغني في الأفراح والملاهي، وكان في المرحلة الأولى يقلد الفنانين ويغني لمحمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب ولم يجد استجابة فأدرك بفطرته أنه ليس مطربا…ولو اتجه إلى فن المونولوج سيكون أفضل كثيرا.

بدأ غناؤه المونولوجات في الأفراح، إلى أن انضم إلى فرقة علي الكسار، وشارك في عدد من المسرحيات بأغنياته ومونولوجاته،، أنشأ فرقة استعراضية مع ثريا حلمي وسعاد مكاوي حملت اسمه وقدم من خلالها العديد من الأعمال الاستعراضية.

كانت الإذاعة أول نافذة شعبية له، وقدم من خلالها عددًا من المونولوجات الشهيرة، دخل إلى مجال السينما بعد أن اكتشفه المخرج نيازي مصطفى الذي قدمه في فيلمي (حسن وحسن) و(شارع محمد علي)، اشتهر بزيه الذي لم يغيره طيلة حياته بالجلباب والطاقية.

كان محمود شكوكو يخجل من نفسه لأنه لا يقرأ ولا يكتب بعد أن اقتحم مجال الفن. ولكن… دفعه ذكاؤه إلى أن يعلم نفسه بنفسه، فكان يسير في الشارع وعيناه على كل ما هو مكتوب على واجهات المتاجر واللافتات، وكان يدعو المارة ليقرأوا له ما هو مكتوب وكأنه يصورها في ذاكرته، وبالتالي بدأ يحفظ شكل الكلمات، وكان يشتري مجلة «البعكوكة» ذائعة الصيت في ذلك الوقت، ويطلب من أي شخص أن يقرأها له ويحاول تقليد ما هو مكتوب حتى تعلم القراءة والكتابة وبدأ يحفظ بعض الكلمات الإنكليزية والفرنسية التي كانت تتردد في تلك الأيام.

يعتبر فيلم “عنتر ولبلب”، الذي كان اسمه الأصلي “شمشون ولبلب” هو أشهر أفلام محمود شكوكو ولكن تعدل اسمه بعد اعتراض إسرائيل، لكون شمشون اسم يهودي، وكذلك اعترض يهود مصر، وفي حالة مشاهدة الفيلم ستجد أنه يتغير صوت الممثلين حين ينطقون اسم عنتر، وفقا لرواية الكاتب الصحفي مؤمن المحمدي في كتابه ” مصر من تالت”.

يعتبر محمود شكوكو هو أول فنان مصري يركب في أواخر الأربعينات السيارة الإنكليزية ماركة «بانتيللي» التي لا يركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها.

اقترنت ملكية شكوكو لهذه السيارة بقصة حب ربطت بينه وبين سيدة المجتمع عائشة هانم فهمي صاحبة القصر المعروف باسمها في الزمالك، ويقال ان هذا الحب انتهى بالزواج بعد طلاق عائشة فهمي من زوجها الفنان يوسف وهبي الذي اشتاط غيظا وحقدا على محمود شكوكو وحرض عليه رجال القصر وأبناء العائلات الأرستقراطية في مصر ليحولوا بينه وبين الاستمرار زوجا لاحدى سيدات هوانم المجتمع، لأن يوسف وهبي يرى أن وكان زواج شكوكو من عائشة فهمي طعنة لبنات الأسر الأرستقراطية والأسر الكريمة والعائلة المالكة في مصر.

تزوج محمود شكوكو ثلاث مرات الأولى أم ولديه سلطان وحمادة، والثانية فتاة صغيرة تزوجها بالرغم من معارضة أسرتها لكنها مرضت بمرض خطير وطاف بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت واقتنع أهلها بأنه انسان طيب وعطوف ووافقوا على أن يزوجوه أختها الصغرى.

بالرغم من شهرة محمود شكوكو الطاغية كممثل وفنان ومنولوجست إلا أنه لم يترك مهنته ومهنة والده وأجداده مهنة النجارة وصناعة الموبيليا حتى انه هو الذي قام بنفسه بتصنيع موبيليا شقته عند زواجه من أم سلطان.

يعتبر محمود شكوكو هو جد الفنان أمير كرارة “خال والدته”، الذي أكد المعلومة في أكثر من لقاء تليفزيوني، مؤكدا أنه لم يستغل اسمه للوصول للنجومية.

قدم محمود شكوكو الكثير من المونولوجات الفكاهية والنقدية، من أشهرها: “جرحونى وقفلوا الأجزاخانات”، أنا زقزوق أنا المزقزق “، “يا جارحة قلبى بقزازة”، إلى جانب المئات من المونولوجات الأخرى. شارك في عدد كبير من الأفلام السينمائية، منها: -“عنتر ولبلب”، “عودة طاقية الإخفاء “، “قلبي دليلي”، “عنبر”، “أحبك انت”، “أوعى المحفظة”، “أخلاق للبيع”، “أسمر وجميل”، “بلدي وخفة”. “شباك حبيبي”، ا”لأسطى حسن”، قدم عددًا من مسرحيات العرائس، منها “السندباد البلدي”، “الكونت دي مونت شكوكو”. إلى جانب أعمال قدمها من خلاله فرقته الفنية.

حتى نهاية حياة شكوكو كانت مختلفة، فبعد أن مرض، قرر نشر إعلانات فى الجرائد يطالب من خلالها جمهوره بالسؤال عنه وزيارته فى المستشفى، وبالفعل أقبل الجمهور على تلبية رغبته، وكان المئات يذهبون لزيارته يوميا، حتى وافته المنية عام 1985.