11 ديسمبر، 2024

” إلى بغداد ” للشاعرة : فريال أحمد _ الجزائر

ارشيف

إلى بغداد
____

في شوارع بغداد
أمشي حافية النّوايا
تقبّلني خطى منثورة،
تستحي قدمي
أن تطأ غبارها ،
تعانق عيني ذكرى مدفونة،
يناجي قلبي ضحكات
أخرسها أزيز الرّصاص
إلى حين …
في شوارع بغداد
يغمرني وميض من عتمة،
تنعشني نسمة من حرقة،
تطربني نغمة من نحيب،
تذيبني آه من صمت مهيب…
هنا …
تماما عند حافّة العالم
يتربّع القمر،
يتمرّد على استدارته الرّتيبة
يتقيّأ وجْهَهُ القاتم في وهج
شمس عارية،تخاف
أن تُنضج السّنابل
أو تغدق سترها على عورة
الحرب المتأجّجة …
هنا …. تماما عند ملتقى
القصائد، يجود القصب
بشهده وسط حزن مرير
يفوح الورد بلا ندم
بعمق أرضٍ تتعاقب
على نخرها حروب نتنة،
يدها ناصعة الحمرة
و قلبها منتهي الصّلاحيّة
منذ آلاف الموتى و ملايين
حبّات الملح الهاربة
من مقل تحجّرت ..
في شوارع بغداد
تسود أطياف الكتب
تتداخل الفهارس
و العناوين
يرتكز التّراب على
أقدام مبتورة ،
تنحني السّماء عند ظهور
مكسورة
يلتفّ العشب الأخضر حول
وجوه شاحبة ، تائهة ..
و أنا..
أنا ماأزال هنا
حافية الخطى
أمشي على قلبي
أتّكئ على خفقه
قبل أن أصل أخيرا
إلى نبض العالم
المنبطح على حافّة أزقّة
تشذو ، تعبق، تزغرد،
تقهقه بفوهة حرب تجرّ
وراءها مواكب عهر
تلقي خطابات بحروف
من خشب مهترئ ،
بنكهة الإنسانيّة
و الشّرف …