9 سبتمبر، 2024

“المَلاكُ الغَبِيّ ” للشاعرة : أسماء جلال _ مصر

اسماء

اسماء

“المَلاكُ الغَبِيّ.. ”

دَفْعَةً واحِدَةْ…
تَهْبِطِينَ سَلالِمَ عَيْنَيْهِ..
ثَمّةَ شَيْءٍ هُنالِكَ..لَمْ تَأْلَفِيهِ
تَذُوبِينَ فِيهِ
لأَنّكِ لَمْ تَعْرِفِي
ما وَرَاءَ العُيُونِ الصّدِيقَةِ
والبَسَماتِ الرّقِيقَةِ
لَمْ تَعْرِفِيهِمْ….وَلَمْ تَعْرِفِيهِ
لِيَنْفَضَّ هذَا المَسَاءُ إِذَنْ
فَالمَلاكُ الغَبِيُّ سَيَرْجِعُ
فِي العتْمَةِ البارِدَةْ
وَحْدَهُ
فَوْقَ هذَا الرّصِيفِ المُبَلّلِ بِالمَوْتِ
وَجْهًا حَزِينًا
وَعَيْنَيْنِ تَحْتَرِفَان الدُّمُوعَ،
وَتَجْتَرُّ صَمْتَ الخُطَى الشّارِدَةْ
دَفْعَةً واحِدَةْ
كُنْتِ لا شَيْءَ غَيْرَ هَواهُ
يُؤَرّقُ نَوْمَكْ
كُنْتِ تَسْتَبِقِينَ ونَفْسَكِ
حِينَ يَبُثُّكِ مَوْعِدَ حُبٍّ…جَدِيدٍ
تَطِيرينَ…
مُتْرَعَةً بِأَرِيجِ المَحَبّةِ
يَدْفقُ عَبْرَ الوَرِيدِ
وَتشْتَعِلُ البَاحَةُ الخَامِدَةْ!
يَدُهُ…
آهِ…أيُّ حَدِيثٍ يُضَارِعُ هَمْسَ أنامِلِهَا
لَوْ تُصَافِحْ!
عَيْنُهُ…
آهِ يا بَلَدًا تَوّهَتْنِي
ومَا كُنْتُ فِيهَا سِوَى مَحْض سَائِحْ!
وَجْهُهُ…
آهِ يَالخِدَاعِ المَلامِحْ!
كُنْتِ تَخْشينَ مِنْ فَرْطِ رِقّتِهِ
أَنْ تُذَوّبَهُ الأَعْيُنُ الحَاسِدَةْ
مَا دَرَيْتِ بِأَنّ الوُجُوهَ الرّقِيقَةَ..
تَحْمِلُ أَفْئِدَةً…جَامِدَةْ!!