فى الوقت الذى تعلم العالم المعرفة بأهمية وقيمة المرأة ودورها فى حياة المجتمع وخصص شهر مارس للاحتفال بها حتى أن كثيرين يطلقون عليه مارس شهر المرأة.. فيه اليوم القومى للمرأة.. وفيه نحتفل بعيد الأم.. قبل هذا الوقت منذ 1442 عام كان الإسلام أرسى ووضع كل قيم ومبادئ وأخلاق الاحتفاء بالمرأة على مدار شهور العام..
وجعل للأم مكانة عظيمة وكبيرة.. وحرص وأكد ضرورة وأهمية وقيمة بر الأبناء بها.. والله سبحانه وتعالى عظم المرأة وكرمها بفضله الكبير حين سمى سورة فى القرآن الكريم باسمها هى سورة (النساء) وفى الكثير من محكم آيات القرآن الكريم حثنا على بر الوالدين وربطها بشكره سبحانه وتعالى.. وذكرنا بمعاناة الأم فى الحمل والرضاعة .. قال تعالى : ) وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ( النساء 36 ..
وقوله تعالى : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء 23 .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم أكد علينا تكريم وتعظيم الأم حين قال : ” أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبيك ” هكذا وضع الإسلام للمرأة مكانتها وللأم كل التقدير والحب والاهتمام والرعاية .. لها المكانة الأولى فى حسن المعاملة وأدب الحوار والكلام .. تلك المكانة التى تعز بها والديك تجنى ثمارها دعوات تعيش بها ومعها مشوارنا فى الحياة حتى بعد أن تفيض روحهما إلى الله سبحانه وتعالى.
ولأن الأم هى من تقوم على الرعاية والتربية.. لذا نجد أن الأمومة تبدأ من عند اختيار الآباء للأمهات.. فإذا فتشنا عن اختيار الأب للأم ووجدنا أنه فتش وبحث عن زوجة صالحة وظفر بذات الدين كما أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام.. بالتأكيد يوفقه الله لأن يحظى بأبناء يقدرون قيمة الوالدين ويعرفون أهمية برهم فى الدنيا والآخرة .. والحمد لله أبى ظفر بذات الدين التى لم تعرف من دنياها سوى طاعة الرب ثم طاعة الزوج الذى تؤجر عنها فى الدنيا والآخرة ..
أمى التى تعلمت الدين بالفطرة ومن الدروس التى كانت تحصلها فى المسجد.. علمتنى بالفطرة ما لم أتعلمه فى المدارس.. علمتنى قيمة الكلمة الطيبة.. وقيمة حسن المعاملة.. وكيف تكون مضيافًا بوجه بشوش مبتسم عند استقبال الضيوف.. والحرص على إطعام الضيف ضرورة تعلمتها من أبى وأمى.. لكن أهم ما تعلمته من أمى منذ الصغر الالتزام والحرص على أداء الصلاة على وقتها..
هكذا اختار أبى أمى التى رسخت بداخلى معنى الحب فى الله ولله .. لهذا أقول دائما فتش عن اختيار الأب تعرف أهمية وقيمة الأم فى حياة الأبناء.. رحم الله أبى وأمى وغفر لهما هما وكل الأمهات والآباء الذين رحلوا.. ومتع اللهم الباقين بالصحة والعافية..
وأقسم أنك مهما كنت بارا بالوالدين لن تشعر وتعرف مكان وأهمية وقيمة وجودهما فى حياتك إلا بعد رحيلهما عن الحياة.. ونصيحة مخلصة لله وفى الله بروهم وتزودوا ببرهم واستزيدوا من دعواتهم تنعموا فى الدنيا والآخرة.
More Stories
إسماعيل عبد السلام يكتب عالم صغير
المستشار على سالم يكتب طبيعة الحياة
اللواء محمد محفوظ يكتب التاريخ والماضي